كيف تؤثر التطبيقات الخلفية على أداء هاتفك وكيفية إيقافها؟

تعتبر الهواتف الذكية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، حيث نعتمد عليها في التواصل، العمل، الترفيه، والتسوق. ومع مرور الوقت، قد يواجه الكثير منا مشكلة في بطء أداء الهواتف الذكية، خاصة عندما تزداد التطبيقات المفتوحة في الخلفية. تعد التطبيقات التي تعمل في الخلفية من الأسباب الرئيسية التي تؤثر على أداء الهاتف، إذ تستهلك جزءًا كبيرًا من موارد الجهاز مثل المعالج (CPU) وذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، مما يؤدي إلى استنزاف البطارية وتباطؤ النظام.

في هذا المقال، سنتناول تأثير هذه التطبيقات على أداء الهاتف وكيفية إيقافها بشكل فعال لتحسين سرعة الجهاز وعمر البطارية. سنتعرف أيضًا على أفضل الطرق والميزات التي يمكن استخدامها لتقليل تأثير هذه التطبيقات، مثل "وضع توفير الطاقة" و"إغلاق التطبيقات تلقائيًا". كما سنستعرض بعض النصائح الإضافية التي تساهم في تحسين أداء الهاتف الذكي وجعله يعمل بكفاءة أكبر لفترة أطول.

تأثير التطبيقات التي تعمل في الخلفية على البطارية والأداء:

عند استخدام هاتفك الذكي، غالبًا ما تلاحظ بعض التأخير في الاستجابة أو البطء في الأداء بعد فترة من الاستخدام، وهذا يحدث غالبًا بسبب التطبيقات التي تظل تعمل في الخلفية حتى بعد إغلاقها. هذه التطبيقات تؤثر بشكل كبير على سرعة الجهاز، سواء كانت لتطبيقات التواصل الاجتماعي أو التطبيقات التي تقوم بتحديث البيانات بشكل دوري. هناك عدة أسباب تساهم في تأثير هذه التطبيقات على الأداء، وأهمها استهلاك الذاكرة العشوائية (RAM) والمعالج (CPU) والبطارية.

1. استنزاف الذاكرة والمعالج:

عندما تفتح تطبيقًا وتغلقه، قد لا يتوقف التطبيق تمامًا عن العمل بل يظل نشطًا في الخلفية. هذه التطبيقات تستهلك جزءًا من الذاكرة العشوائية (RAM) والمعالج (CPU). مع مرور الوقت، ومع فتح العديد من التطبيقات وتركها في الخلفية، تصبح هذه العمليات الموازية عبئًا على النظام. وعندما يتعرض النظام لزيادة الحمل من التطبيقات العاملة في الخلفية، يبدأ الجهاز في العمل بشكل أبطأ لأن الذاكرة والمعالج لا يتوفر لهما القدرة الكافية لإتمام المهام بسرعة.

2. استنزاف البطارية:

من أكبر المشكلات التي يسببها تشغيل التطبيقات في الخلفية هو تأثيرها على عمر البطارية. بعض التطبيقات، مثل تطبيقات البريد الإلكتروني، وسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الطقس، تستمر في التحديث بشكل دوري في الخلفية للحصول على بيانات جديدة. هذا التحديث المستمر يتطلب طاقة من المعالج والبطارية، مما يساهم في استنزاف البطارية بسرعة أكبر مما لو كانت التطبيقات مغلقة. على سبيل المثال، إذا كان لديك العديد من التطبيقات التي تستخدم إشعارات الدفع، فسيتم تحديث كل تطبيق بشكل مستمر، مما يؤدي إلى استهلاك مستمر للطاقة.

3. التأثير على الأداء العام للجهاز:

بجانب التأثير على استهلاك البطارية والذاكرة، فإن تشغيل التطبيقات في الخلفية يؤدي إلى زيادة استخدام المعالج، وهو ما يمكن أن يبطئ النظام بشكل ملحوظ. حيث يعمل المعالج على التعامل مع مهام متعددة في وقت واحد عندما تتعدد التطبيقات، وهذا يؤدي إلى شعور ببطء الاستجابة أو تأخر في أداء التطبيقات الأخرى.

كيفية إيقاف التطبيقات غير الضرورية من العمل في الخلفية:

على الرغم من أن العديد من الهواتف الذكية تتيح لك تشغيل العديد من التطبيقات في الخلفية بشكل مستمر، فإنه يمكنك تقليل هذه التأثيرات السلبية من خلال بعض الإجراءات البسيطة التي ستساعد في تسريع الجهاز وتوفير الطاقة.

1. إغلاق التطبيقات يدويًا:

من الطرق التقليدية للتعامل مع التطبيقات التي تعمل في الخلفية هي إغلاقها يدويًا. بمجرد أن تنتهي من استخدام تطبيق ما، يجب عليك إغلاقه بشكل صحيح. في معظم الهواتف الذكية، يمكنك القيام بذلك من خلال فتح مدير التطبيقات أو قسم "التطبيقات الحديثة"، الذي يتيح لك عرض التطبيقات التي تعمل حاليًا في الخلفية. بمجرد ظهور التطبيقات في هذه الصفحة، يمكنك سحب التطبيقات غير الضرورية بعيدًا أو إغلاق جميع التطبيقات بنقرة واحدة.

لكن يجب ملاحظة أنه في بعض الأحيان، قد يؤدي إغلاق التطبيقات بشكل متكرر إلى زيادة استخدام الموارد، حيث يضطر النظام لإعادة فتح التطبيق عند استخدامه مرة أخرى.

2. إيقاف التطبيقات من إعدادات النظام:

إذا كنت ترغب في إيقاف تشغيل التطبيقات غير الضرورية نهائيًا، يمكنك القيام بذلك من خلال إعدادات الهاتف. معظم الهواتف الحديثة توفر لك إمكانية إيقاف تطبيقات معينة من العمل في الخلفية. يمكنك القيام بذلك عبر الانتقال إلى إعدادات النظام، ومن ثم البحث عن قسم "التطبيقات" أو "إدارة التطبيقات". بعد العثور على التطبيق الذي تريد إيقافه، اضغط عليه ومن ثم اختر "إيقاف قسري" أو "إيقاف الخلفية". ستتوقف هذه التطبيقات عن العمل في الخلفية إلا إذا قمت بفتحها مجددًا.

3. إيقاف التحديثات التلقائية:

تقوم بعض التطبيقات بتحديث البيانات بشكل تلقائي في الخلفية. على سبيل المثال، تطبيقات البريد الإلكتروني، وسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الطقس التي تحتاج إلى الاتصال بالخوادم للحصول على التحديثات الجديدة. يمكنك إيقاف هذه التحديثات التلقائية عبر إعدادات التطبيق نفسه. في معظم الحالات، يمكنك الانتقال إلى إعدادات التطبيق واختيار إيقاف التحديثات التلقائية أو تحديد الوقت الذي يجب أن يتم فيه التحديث. يمكنك أيضًا اختيار إيقاف إشعارات التطبيقات أو ضبط إشعارات الدفع لتقليل استهلاك الطاقة.
استخدام ميزات مثل "وضع توفير الطاقة" و"إغلاق التطبيقات تلقائيًا":
تتيح لك العديد من الهواتف الذكية الحديثة خيارات لتقليل تأثير التطبيقات الخلفية على أداء الهاتف من خلال ميزات مثل "وضع توفير الطاقة" و"إغلاق التطبيقات تلقائيًا".

1. وضع توفير الطاقة:

يعد "وضع توفير الطاقة" من الميزات الشائعة في معظم الهواتف الذكية. عند تفعيل هذا الوضع، يقوم الهاتف تلقائيًا بتقليل الأنشطة التي تستنزف الطاقة بشكل كبير، مثل إيقاف التحديثات التلقائية، تقليل سطوع الشاشة، وإغلاق التطبيقات التي تعمل في الخلفية. هذه الميزة مفيدة بشكل خاص عندما تكون البطارية منخفضة وتحتاج إلى تمديد عمر البطارية.

لتفعيل "وضع توفير الطاقة" في جهازك، عادة ما يتطلب منك الانتقال إلى إعدادات الجهاز ومن ثم إلى قسم "البطارية"، حيث ستجد خيار "وضع توفير الطاقة". بعد تفعيل هذا الوضع، ستلاحظ أن التطبيقات الخلفية ستتوقف عن التحديث بشكل تلقائي، وسيتم تقليل الأداء العام للجهاز قليلاً لإطالة عمر البطارية.

2. إغلاق التطبيقات تلقائيًا:

بعض الهواتف الذكية تحتوي على ميزة "إغلاق التطبيقات تلقائيًا" التي تقوم بإغلاق التطبيقات التي لم تستخدمها لفترة من الوقت. تقوم هذه الميزة بتحرير الذاكرة العشوائية (RAM) وتحسين الأداء بشكل عام، مما يساعد في تسريع الجهاز وتقليل استهلاك الطاقة. يمكنك تفعيل هذه الميزة عبر إعدادات الهاتف في قسم "إدارة التطبيقات" أو "إعدادات الأداء".

بعض التطبيقات المدمجة في الهاتف قد تحتوي أيضًا على أدوات لمراقبة التطبيقات الخلفية، مثل أدوات "التنظيف التلقائي"، التي تقوم بمسح الذاكرة وإغلاق التطبيقات غير المستخدمة لتوفير الطاقة.

نصائح إضافية لتحسين الأداء:

1. استخدام التطبيقات التي تنظف الذاكرة:

إلى جانب إيقاف التطبيقات الخلفية، يمكنك استخدام بعض التطبيقات المتخصصة في تنظيف الهاتف مثل CCleaner أو Droid Optimizer. هذه التطبيقات تساعد في حذف الملفات غير الضرورية وتنظيف ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) لتحسين الأداء. من خلال استخدام هذه التطبيقات بشكل دوري، يمكنك التخلص من الملفات المؤقتة والبيانات غير المهمة التي قد تؤثر على سرعة الجهاز.

2. إلغاء تثبيت التطبيقات غير الضرورية:

في كثير من الأحيان، يقوم المستخدمون بتثبيت تطبيقات جديدة على هواتفهم دون الحاجة إليها بشكل مستمر. يمكنك إلغاء تثبيت التطبيقات التي لا تستخدمها بانتظام، حيث إنها تشغل مساحة تخزين وذاكرة عشوائية قد تؤثر سلبًا على الأداء. للقيام بذلك، اذهب إلى "إعدادات" ثم "التطبيقات"، وقم بإلغاء تثبيت التطبيقات التي لا تحتاج إليها.

3. تحديث التطبيقات والنظام بشكل دوري:

العديد من التطبيقات قد تصدر تحديثات جديدة بهدف تحسين الأداء، تقليل الأخطاء، وتقديم ميزات جديدة. لذا من المهم تحديث التطبيقات بشكل دوري. كما يجب تحديث نظام التشغيل على هاتفك للحصول على الإصلاحات الأمنية والميزات الجديدة التي قد تسهم في تحسين الأداء.

إن التطبيقات التي تعمل في الخلفية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على أداء الهاتف الذكي وعمر البطارية. من خلال اتباع بعض الإجراءات البسيطة مثل إغلاق التطبيقات غير الضرورية، إيقاف التحديثات التلقائية، وتفعيل ميزات مثل "وضع توفير الطاقة"، يمكنك تقليل هذه التأثيرات بشكل كبير وتحسين أداء جهازك. بالإضافة إلى ذلك، استخدام تطبيقات تنظيف الذاكرة وإلغاء تثبيت التطبيقات غير الضرورية يمكن أن يساعد في تسريع الهاتف وزيادة عمر البطارية.
تعليقات

بحث هذه المدونة الإلكترونية

معلومة

مشاركة مميزة